كيف تتجاوز خوفك من الإبداع ؟

كلنا شعرنا بمعاناه مابين إننا خائفين من إنجاز شيء وفي نفس الوقت متحمسين نتعلم ونبدع في مجال معين. وفي نفس الوقت تشعر إنك ماشي على حبل بشكل متوازي مابين خوفك الداخلي والفشل، وهذا غالبا بسبب إنك خايف من تجربة الرفض. وبصراحة الخوف يكبر كل ما صرنا احترافيين أكثر يعني الخوف مو فقط للمبتدئين لكي لاتشعر إنك وحيد أو تغار لما تشوف فنان محترف ! كلنا في أي مرحلة من إبداعنا نواجه صراعاتنا لكن الفرق اننا لما نصير متحرفين في مسيرتنا نتعود عليه وعلى اصواته ومهما ارتفعت نبقى مستمرين لأننا جربناه من قبل . 
بشكل عام ممكن تفكر ان الخوف يقيدك وهو السبب في عدم انجازك و فشلك بس لحظة ! أريدك تتخيل الخوف كأنه طفل صغير موجود داخل عقلك ويحذرك ولما ماتستمع له، يبكي والبكاء شكله في انه يصرخ عليك او تحس انه صوته عالي في دماغك كأنك محبوس ، اكيد مررت بهذا الشعور صح ؟ قبل مانبدأ أريدك تتصالح معاه وتقول له انا اسف وتعتبره صاحبك لكن انت لسع مافهمته ، لما تشعر بخوف بإختصار يعني انه صوته عالي في عقلك، وهو يحتاج يقلك حاجة بس انت يا إما تطنشه من خلال مماطتلك او تسكّته او تفضل تحاربه مثل إنك تقول لعقلك انا مني خايف وانت في الحقيقة بتموت من الرعب ! فدعنا نتفق أنه كل ما أتكلمنا عن صاحبنا ( خوف ) حيشعر انه مسموع ويبدأ صوته يخف في عقلك .
وغالبا خوفنا من الإبداع يرتبط بشكل كبير بثقتنا بنفسنا وأفكارنا .وضع  في ذهنك بأنه مزيج خوفك ناتج عن تجاربك. وكل شخص له خلطة خاصة بالخوف ولهذا لايوجد حل واحد مناسب للجميع وأفضّل إنك تجرب حلول مختلفه وأهم شيء تناسبك . 
والطريقة الأمثل عشان تتعامل مع خوفك ، وتسمح لنفسك بالإبداع هو انك تتدرب على فهم مشاعرك ، ذكائك العاطفي في انك كيف تفهم وتتعامل مع نفسك حيساعدك كثير ، وايش ماكنت ، رسام ، نحات ، مزارع ،طباخ ، وحتى لو كنتي ربة منزل ، كلنا نمر بصعوبات ونغلط بس اللي حيفرق معانا كيف احنا نتعامل مع اخطائنا ونكمل رحلتنا الإبداعيه رغم كل شي. 
والآن خلينا نسمع لأصوات مخاوفنا التي تواجهنا كمبدعين مثل :
١- نخاف إننا نفشل. 
٢- نخاف من النجاح ! ولو انجزنا ايش الناس حتقول عننا وايش انطباعها. 
٣- نخاف انه لو بدأنا هذي اللوحة او الكتاب حيكون في شغل مررره كثير عشان نخلص واما نضطر نخلصه لأننا بدأنا او نسحب عليه وبرضو نشعر بالذنب ، فنخاف اننا نبدأ من الأساس.
٤- نخاف اننا نتعب على لوحة او عمل ابداعي بعدين محد يقدرها او ماتكون ناجحة زي ما اتخيلناها 
٥- نخاف من المجهول ! واعرف قد ايش يموت شعور انك مو عارف اش حيصير بعدين 
وانا اسردلك المخاوف دي اكيد قلت ايوا ايوا صح عليكي فاهمتني ! انا احس كدا! . بس اباك تركز في نظرتك تجاهه دحين ، ماحسيت ولو شويه انك بدأت تبتسم ؟ وتشوف دي المخاوف تافهه ؟او اتحولت لوحش صغير ؟  بعد ما قلناها بشكل واضح ؟.
يس دا المطلوب ! دايما لما تفكر بشي وتحس انك خايف او قلقان جرب تكتبه او تتكلم بصوت الي وتلقائيا حيبان حجمه اصغر مما كنت تتخيل. 
أول شيء خليني أذكرك بإنه كل شخص بداخله الابداع من يوم ماكنّا صغار. اعرف انه كلام ممل وكلاسيكي شوية، واكيد قد سمعته كثير بس دا الواقع ، ولما تجي تتعلم الابداع مهمة المعلم يساعدك لكي تعيد اكتشاف ثقتك الابداعيه المتأصله من طفولتك. واللي عليك انك تتقبل دي الفكرة وتحاول تحيي ابداعك القديم بطرق مختلفه. 
بعد هذه الخطوة يلا نتعرف على إيش ممكن نعمل ونكون اصحاب مع الخوف  :
  • خذ خطوة صغيرة 
اتركني اقلك قصتي ، قبل كنت خايفه وماكنت متخيله اني انشر كتابين واسممها واكتبها بنفسي وانا مازلت طالبه ، كان شيء مره يخوف لين احس بمغص وصداع من كثر التفكير، وكان اما عشان كنت أفكر إني مازلت صغيره ، او مين حيقرأ او كنت افكر فكيف حتكون ردة فعل الناس . بس الآن انا اتعودت عليه ، واللي سويته ببساطة قررت اقسم كتابي الكبير واجرب انشره كفيديوهات تعليميه او تدوينات او كتيبات صغيره واختبر ردة فعل الناس. وطبعا كانت مره رهيبة ! وانا ماخسرت شي ، سويت جهد بسيط مقابل اني اتأكد هل فيه اهتمام او حيطنشوني. وبعدها تلقائيا حسيت بشجاعه اني اشتغل على حاجة زي اكبر زي أنشئ اكاديمية او اكتبه في اكثر من ٢٠٠ صفحه. وحبه ورا حبه خلصت كتابين وفي الطريق كتابين جاية ! شايف الشغلة بسيطة ،وزيادة على كذا خطواتك الصغيرة بالتدريج حتساعدك تبني ثقه آكبر مع نفسك وكل اللي عليك تسويه ، اضحك على عقلك وقسم الشي اللي يخوفك لحاجات اصغر وحتحس انه ممكن ، وبأنه حجم الهدف صار اصغر واسهل بدل ماكان كبير ويرعبك.  وخوفك حيبدأ يقل لين تتعود عليه. 
بس انتبه ! اول ماحتبدأ تقطّع مهامك الكبيرة لمهام اصغر حيزيد حماسك انك تخلصه في وقت واحد ، اعرف هذا الشعور صح حلو ومره تحس كأنك بتنفجر بس هديلي نفسك حبتين وحاول تمسك حماسك وتقسمه على ايام مختلفه لأن : لو أتحمسنا زيادة وحاولنا نخلصه في وقت واحد ممكن نحبط أكثر لما مانقدر ننجزه سواء جسمنا تعب او خلص اليوم وتصير النتيجة عكسيه . 
  • اسمع لحديثك مع نفسك 
خوفك يبدأ بكيف تتكلم مع نفسك ، اذا جاتك فكرة ابداعيه وبعدها بدأت تسمع اصوات مخاوف صغيره حتخسر حماسك بالتدريج. ببساطة تحتاج تقعد مع نفسك وتراقب افكارك الصغيره وتحددها. مثلا ، هل انت خايف من كلام الناس ؟ هل انت خايف من الفشل ؟ ابدأ بتحديد ليش ومن مين انت خايف. وحتلاحظ لما تجلس مع نفسك وتفكر بصوت عالي انك بتتحكم اكثر بالأشياء اللي تثير مخاوفك. 
  • اتقبل كل مشاعرك 
كل شي تحس بيه ايش ماكان ، من حقه يكون موجود ، لأنه في النهاية كل شعور ربي خلقه فينا لسبب اما عشان يحمينا اويحذرنا من شيء معين. احب اقلك اني عانيت مع نفسي وماكنت اتقبلها زي ماهي. ووحاول اجبر نفسي اني اكون مبسوطه ! بس بكذا كنت ارفض مشاعر زي الخوف والقلق ومع الوقت ما اختفت بالعكس كبرت زيادة لين ما اتعودت احارب اي شعور جديد. وبعدها اتدمرت وماصرت احس بأي شي ! وضاع مني شعور السعاده لأنه اصلا كان وهمي وتسكيته لدماغي. واخر شي استوعبت انه التقبل هو أو حل عشان نفهم نفسنا. 
  • راجع انجازاتك 
بعد ماتنتهي من أي انجاز صغيره بشكل دوري حاول تراجعه وتحتفل به. مثلا كنت بتألف كتاب ، لو اليوم بس قعدت تكتب افكارك وترسم خريطه للمحتوى او تبحث عن مراجع في الانترنت ، لازم تحسبها والا مشاعر حماسك حتبدأ تتقلص. فا خذ وقتك لتقدير الاشياء اللي أنجرتها وفكر بخطوتك الصغيرة الجاية، زي مثلا انك بعد ماترسم افكارك تبدأ تكتب أول سطرين في برنامج وورد.
مشاعر الخوف حساسه شويه وممكن تخدعنا، يعني الخوف تلقائيا حيجبرك تشوف الشيء السلبي في إنجازك الصغير زي إنه يقول : يوه انتي بزره ؟ باللهي دا انجاز ؟ مبسوطة انك كتبتي كلمتين على وورد ؟ بس يشيخه اللي غيرك كان اشطر وكتب ١٠ صفحات في اليوم ! وممكن طاقتك تنخفض ، فالاتنسى تفتكر لما اتكلمنا عن كيف نتقبل مشاعرنا ؟ يس اعترف بهذي المشاعر لكن في نفس الوقت شوف الجانب الإيجابي للأشياء اللي أنجرتها. وبعد ماتسمح لهذه المشاعر بالمرور ابدأ خذ خطوتك الصغيرة الجاية !
  • جهز نفسك 
انت تقدر تختار تضيع طاقتك في الزعل ومحاربه الخوف او تستخدمها في كتابة أول خطة عمل.و غالبا سبب خوفنا يكون من المجهول او مانعرف ايش هي خطتنا الجاية او نتكاسل نبدأ بأول خطوة ، سهل الموضوع على نفسك وجرب انك تكتب خطة عمل بسيطه او تبدأ تفرغ افكارك في ورقة ، او حتى تعبئ موية الألوان وترتب ادواتك للوحتك الجاية كيف ماكانت طريقة تجهيزك اللي تناسبك. وطبعا مابتكلم عن شيء كبير وملفات معقده في الاكسل، لأ. سطرين في تطبيق الملاحظات تعتبر كفايه كتجهيز. 
  • قسم افكارك في قوائم 
وحدة من الاشياء اللي ساعدتني كل يوم امسك ورقة  بحجم الستيكي نوت واكتب قائمةاليوم من المخاوف ، اقل من دقيقتين وانت مخلص هذا التمرين وبعدين امسك قلم بلون مختلف واكتب ملاحظات على كل جملة خوف ، مثلا انا قلقانه وخايفه اني ابدأ تصوير وبعدين باللون الاحمر اشطب واكتب ايش ممكن اسوي عشان اكسر الخوف زي اني اقول طيب عادي ابدأي بس جهزي الالوان والكاميرا للتصوير دي مهمة ١ ومهمة٢ صوري اول فيديو كمقدمة مره سهل وبسيط. واكرر نفس الشي على باقي اجزاء القائمة. وكتابة المهام او المخاوف على شكل قوائم يخليها تظهر أصغر وأسهل .
  • لاتنسى انك تستمع 
اخر خطوة ، حاول انك تجعل عملك ممتع اكثر قدر الإمكان ، لأنه هو الشي المطلوب في رحلتك الإبداع ، بالزبط انك تنبسط وانت تغلط وتفرح وتضحك كل ما سويت حاجة بسيطة سواء صح او غلط ،تضارب المشاعر هذا جوهر رحلتك الإبداعية ، حاول ماتخسره. 
يعني مثلا : انا كمجد اتعودت اكره اقعد على اللابتوب وابدأ كتاب ودائما كنت أغلط وانسى حروف او نقاط واطفش بعد أول سطرين. لما لأنه كنت احس الصفحه بيضاء ولازم اكتب كلام كثير او ماكنت احس اني انجزت شي. صرت اخلي خلفيه الورق اللي اكتب عليه ملون عشان يبان اصغر ويعبي العين شويه او اشغل صوت يعجبني وانا اكتب او اقول لنفسي يلا : لو اليوم كتبتي بس صفحه حنخرج كفي ونشرب قهوه لزيزة ! وكنت استخدم الستيكي نوت الملونه واشتريها بأشكال مختلفه وكل ماخلصت شي كتبته ولصقته على الجدار ، وبرضو احيانا اكتب المهام كلها واقسمها على اوراق صغيره والصقها وكل ما اخلص من وحده اشيلها من الجدار او احط عليها رسمه نجمه او استيكر صغير. ممكن تجرب تحط حلاوة تحبها لمجموعه من المهام وصدقني مره حتفرق معاك.

اخيرا : الخوف زي ماقلنا هو طفل صغير ماينفع تضربه او تسكته عشان تتخلص منه ، وربنا خلقه فينا عشان يحمينا. وأول مايحس انك سمعتله واعطيته حقه ، سواء انك تكتب من ايش خايف او تبكي او تتكلم بصوت عالي  حيهدأ وشعورك من ضغط الخوف عليك يقل بشكل كبير . 
" تقول اليزابيث غيلبيرت : الخوف والابداع وجهتان لعملة واحدة ، وان ماوجد الابداع ضروري يكون فيه اخوه التوأم الخوف " 
وخطأ كبير اننا نقتل الخوف ونحاربه لانه حيزيد الطين بله. وكمان ننحرم من ابداعنا ! والحل هو اننا نتعايش مع الاثنين واحنا اللي نختار نسمح للخوف يتكلم بس مانسمحله يتحكم بقراراتنا . قول لنفسك من ايش انت خايف اليوم واكتبه وشوف قد ايش هو صغير على الورقه ، وقول طيب وبعدين ؟ ايش حيصير اذا مانجحت ؟ حتفشل طيب وبعدين ؟ حخسر فلوس ؟ طيب وبعدين ؟ حموت من الجوع ؟ طيب وبعدين ؟ حموت ! اوكي يارب حسن الخاتمه. لما تفكر بهذي الطريقة حتلاقي انك كبّرت عقلك على خوفك ، وتحس انه كل شيء تخاف منه عباره عن صوت خفيف بدل ماتشوفه وحش يتحكم فيك . حياتنا الابداعيه ايش ماكانت مهنتنا ، رسامين ، نحاتين او كتّاب وغيره ، مليانه حاجات حلوه كأنها حلم أو سحر ! عشان كدا هي غامضه وتستنى مننا نلاقيها بدل مانقعد خايفين. بعد دي الخطوه انت بدأ تكون شجاع ، يعني ! كمّل ابداع وماعليك من صوت خوفك  وابدأ في كتابه خطوتك الجاية .

 تذكر : عمل سيء أفضل من عمل لاشيء

تقدر تسمع الحلقه صوتيا عبر :

https://anchor.fm/mjd-jaha


التعليقات